الالغام في منطقة طبرق آثارها ودرجة وعي المواطنين بها .دراسة في الجغرافيا السلوكية

تاريخ النشر

2006-7

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

المؤلفـ(ون)

هنية علي مفتاح الذرهوبي

ملخص

تعتبر الالغام من ابرز السمات التي خلفتها الحرب العالمية الثانية في الأراضي الليبية ,وتسبب الاضرار بكل عناصر المركب الاقتصادي والاجتماعي اثناء الحرب وبعدها وماتزال باقية حتى اليوم في الكثير من المناطق وستظل الى امد غير معروف . لقد تركت تلك الحرب الموت رابضا تحت التراب الليبي ,وتحت المياه الليبية يتربص بالليبيين لينفجر في اجسادهم وتحت اقدامهم كلما نبشوا مكانا ليزرعوه أو هموا بالتنقيب عن ثروات أرضهم من النفط والمعادن الاخرى ,أو ارادوا أن يشقوا طريقاً أو يقيموا مطاراً أو يوسعوا مرفأً أو يلقوا بشباكهم في البح للصيد .فأينما فعلوا ذلك واجهوا لغماً مدسوساً ينفجر فيعم ليحيلهم أشلا أو تقابلهم قنبلة تنتظرهم كامنة لتبعث شظاياها تبتر الأطراف وتقتل الاطفال والشباب وترمل النساء وتحرم الاطفال من امهاتهم وابائهم وهي كلها من مخلفات الحرب العالمية التي دار جزء منها على التراب الليبي بين من كانوا يسمون بدول الحلفاء والمحور .إن الألغام أشبه بمقاتلين لا يحملون اسلحة ظاهرة ولكنهم لا يخطئون اهدافهم ويصيبون ضحاياهم دون تمييز .ويستمرون في ممارسة القتل الى ما بعد انتهاء القتال بأمد طويل .خاصة إن جهل المواطن بنوعية السلاح وتركيبه التقني لتنوع مصادره واشكاله حيث تطورت الاسلحة حسب الظروف بما فيها الالغام جعلته يلتقط تلك المواد المبعثرة دون علم منه بخصائصها وانواعها وكيفية اتقاء خطرها ونتيجة ذلك تضرر الكثير من الافراد من سكان المدن والارياف على السواء . إن التكلفة الفعلية لتصنيع الالغام قدرها حوالي ثلاثة دولار للغم الواحد لا يمكن مقارنتها بحجم الأخطار الناجمة عنها فهب لا تقدر في حالة انفجار اللغم الذي يطيح بالإنسان فيقتله أو يبتر جزءاً من جسده فيصيبه بعاهة مستديمة مدى الحياة وللتخلص من ذلك الخطر تصل التكلفة من 300-1000 دولار وهذا يعني إن هناك فرق بين التصنيع والإزالة . في سبيل انجاز الدراسة الميدانية واجهت الباحثة عدة صعوبات من بينها :. 1=خطورة زيارة حقول الالغام وخاصة منطقة بئر حكيم التي جازفت الباحثة بزيارتها ,ولم تكن لتوفق لولا مساعدة ذوي الاختصاص . 2=عدم توفر المصادر و المراجع مما اضطر الباحثة للسفر لجمهورية مصر العربية للاستعانة بجزء من المادة العلمية التي تخص موضوع الدراسة . 3= عدم دقة الاحصاءات المتعلقة بعدد المتضررين وخاصة الثروة الحيوانية والمناطق الملغمة لعدة اسباب منها :. أ= عدم توفر خرائط توضح توزيع الالغام . ب= عدم التبليغ لحصر الحالات وخاصة الثروة الحيوانية من قِبل مالكيها أو من قٍبل جهات الاختصاص . ج= عدم التنسيق بين الجهات ذات الاختصاص في إعداد منظومة للمعلومات تضمن حصر الإصابات الناتجة عن الالغام . لقد استهدفت هذه الدراسة بصفة اساسية معرفة سلوك المواطنين في التعامل مع الالغام ودرجة وعبهم بها والأثار المترتبة عن ذلك ,ولتحقيق هذه الاهداف أعدت استمارة استبيان لفئتين من المواطنين ,الاستمارة الأولى خاصة بالأفراد الغير متضررين من الالغام والاستمارة الثانية خاصة بالمتضررين بها وقد اشتملت الأولى على اربعة عشر سؤلاً والثانية على ثلاثة وعشرون سؤلاً . في هذا السياق وزعل 600 استمارة على فئتي عينة الدراسة بالتساوي 300 للمتضررين و300 لغير المتضررين وكان هناك فاقد كبير في العائد من الاستمارات وخاصة فئة المتضررين نظرا لعدة اسبابها منها :. أ= فقدان الثقة في المردود الذي يعود عليهم من وراء إملائهم للبيانات من الجهات ذات العلاقة . ب= عدم توفير احتياجاتهم من علاج ومراعاة الظروف الصحية . ج= عدم استجابة الجهات ذات الاختصاص وخاصة الدول المسؤولة عن زراعة الالغام لتعويض المتضررين عما اقترفوه من جراء الحرب التي لم يكن لهم فيها ناقة ولا جمل . إن هذه الدراسة جاءت في خمسة فصول تناول الفصل الازل المشكلة البحثية التي طرحت عدة تساؤلات منها :. ماهي درجة انتشار الالغام واتساع حقولها في منطقة الدراسة ؟وماهي الاثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية الناجمة عن انتشار تلك الحقول ؟وما هي درجة وعي الموطنين بهذه المشكلة وكدى معرفتهم بالمناطق الملغمة؟ وكيف يمكن لسكان منطقة الدراسة تفادي الاضرار وما هي طرق العلاج ؟ وتضمنت ايضا عدد من الاهداف جعلتها الباحثة نصب عينها وسعت لتحقيقها إضافة الى عدد من الفرضيات التي تأكدت من درجة مصداقيتها اكتسبت الدراسة من خلالها أهميتها البالغة لأنها مشكلة ترتبط بحياة الكائن الحي على السواء كان بشراً أو حيواناً ,وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى إن هذه الدراسة سلكت المنهج العلمي للتحليل والوصف وذلك سعيا لتحقيق الاهداف المرجوة . أما الفصل الثاني فقد اختص بإعطاء نبذة تاريخية عن منطقة الدراسة وظروفها الطبيعية وبعض من خصائص ظروفها البشرية لا براز أهمية الموقع والموضع كان لها دور كبير في اختيار الموضوع وخاصة في هذه المنطقة بالذات التي كانت في فترات سابقة مسرحا للحرب العالمية الثانية نظرا لأهميتها الاستراتيجية باعتبارها مفتاحاً للتوغل في شمال القارة الأفريقية ونهل خيراتها ومواردها والتوسع وإنشاء الإمبراطوريات على حسابها . وتناول الفصل الثالث موضوع الالغام من حيث نشأتها واستعمالاتها وتوزيع حقولها في العالم بصورة عامة وبصورة اكثر تركيزاً في ليبيا وخاصة في منطقة الدراسة . وتطرق الفصل الرابع للأثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للألغام على منطقة الدراسة إضافة للجهود الدولية والمحلية المبذولة لنزع هذا الخطر المدفون الذي يقتل ويشوه ويعيق بدون دون تمييز بين الكائنات ,والسلاح الذي لا يخطئ هدفه عند ملامسة أي جسم له . أما الفصل الخامس فقد تم التركيز فيه على تحليل البيانات المجمعة من افراد عينة الدراسة للوصول نتائج وحقائق تضفي على هذه الدراسة مقترحات وتوصيات لعلاج هذه المشكلة تسهم فيما لو أخدت بعين الاعتبار في التقليل من حجم الناتج عن الالغام