الضغوط النفسية وعلاقتها بمستوى أداء معلمات الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي بمدينة طرابلس

تاريخ النشر

2009

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

كلية الآداب - جامغة طرابلس

المؤلفـ(ون)

فوزية عبد العزيز النجار

ملخص

يشكل الاهتمام المتزايد بمشكلات المعلمين ظاهرة واضحة في مجتمعنا المعاصر من جميع المسئولين وفي شتى الميادين، وإن اختلف هذا الاهتمام في طرقه وأساليبه إلا أنه يتفق في نوعيته، حيث يهدف إلى الاعتراف بحقوق تلك الشريحة ومكانتها في المجتمع وقدرتها على المشاركة في النهوض بالمجتمع. ولذا فقد اهتمت الجماهيرية العظمى بالمعلم وعنيت برفع مستواه العلمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، ورغم ذلك فهناك الكثير من المشكلات التي تواجهه في أدائه لعمله ويتأثر بها التلاميذ وأسرهم، فمن هذه المشكلات تلك التي تتصل بالعبء المهني، نقص الدافعية للعمل، الضيق بالمهنة، صعوبات إدارة الوقت، المظاهر الانفعالية، المظاهر السلوكية، المظاهر الفسيولوجية للضغوط النفسية ويصبح الأمر أكثر خطورة عندما يتعلق ذلك بمستوى الأداء. وتعتبر الضغوط النفسية من الموضوعات التي حظيت باهتمام ونظر الباحثين في مجتمعات عديدة، فالضغوط النفسية تشكل عبئاً على كاهل المعلم وتعوقه عن أدائه لعمله على الوجه الأكمل، وخاصة إذا كانت معلمة لها أعبائها الأسرية والمنزلية وظروفها الخاصة مما يزيد على عاتقها الضغوط التي تسبب لها الإرهاق النفسي والتوتر الذي ينعكس على أدائها في العمل. ثانياً: مشكلة الدراسة: يوجد ضمن المجال التعليمي فئة من المعلمات يعملن في الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي يتعرضن لأنواع الضغوط النفسية المرتبطة بهذا المجال. فمعلمات الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي يعانين أصلاً من ضغوط كبيرة لما تقتضيه طبيعة المرحلة العمرية لتلاميذ الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي وتنوع مشكلاتهم الأكاديمية والسلوكية، وتواجه المعلمات غالباً نجاحاً قليلاً وغير مستمر مع الكثير منهم، ومن شأن هذه الظروف وغيرها أن تؤدي بسهولة إلى الضغوط وأخيراً إلى الاحتراق النفسي. (89-2005-175)كذلك معلمة الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي تتعامل مع مجموعة من التلاميذ داخل الفصل الواحد بدرجات مختلفة من التحصيل الدراسي، مما يجعلها تتعامل مع كل حالة بطريقة تتناسب معها في نفس الوقت فهي مطالبة بتعديل طرق تدريسها لتناسب كل تلميذ، وقد لاحظت الباحثة ذلك في مدارس الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي بطرابلس، حيث لاحظت العديد من الضغوط التي تواجه معلمة هذه المرحلة منها: كثافة المقررات الدراسية وضغط جدول الحصص وضيق زمن الحصة وازدحام الفصول والتلاميذ ومتطلبات تحضير الدروس وغيرها من الأعباء الملقاة على عاتق المعلمة. ومن جانب آخر فعجز الغالبية من الوالدين عن مواجهة مشكلات أبنائها التلاميذ بطريقة واقعية وموضوعية لعدم معرفتهما الكافية ووعيهما بسيكولوجية هذه المرحلة العمرية ومتطلباتها واحتياجاتها وفقدانهما الكفاءات والمهارات اللازمة للتعامل معهم، إضافة لما قد يشوب ردود أفعالهما نحو تلميذ هذه المرحلة من إهمال ونبذ وكراهية أو تدليل وحماية مفرطة. (55-1996-39)ويشكل هذا السلوك من جانب الغالبية من أسر التلاميذ عبئاً إضافياً على معلمة هذه المرحلة. فهناك من الدلائل ما تشير إلى أن معلمي هذه المرحلة سواء في الدول العربية أو في الدول الأجنبية يعانون من ضغوط مرتبطة بمهنة التعليم من حيث مظاهرها ومصادرها بدرجة أكبر من المعلمين في المراحل الأخرى. (حمدي الفرماوي، 1990)، (فوزي عزت ونور جلال، 1997)، (زايدان أحمد السرطاوي، 1997)، (محمد الدسوقي، 2003)، (ميللر Miller، D، 2003)، (عفاف عبد الفادي، 2006)، (كريستيان Christian، W، Petal، 2007). كما أن الظروف المحيطة بالعمل في سياسات ونظم في مجال التعليم تنعكس سلباً وإيجابياً على معلمة الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي. وقد أظهرت عدد من الدراسات التي درست العلاقة بين الضغط المهني والوظيفي لدى معلمي التلاميذ الذين يمرون بمرحلة المراهقة الحرجة بأنهم يتعرضون لضغوط نفسية ومشكلات أشد وأكثر من معلمي باقي المراحل العمرية وأن هناك اختلافاً موجوداً في مصادر الضغوط لدى المعلمين. (عويد سلطان، 1998)، (كريستيان وآخرون Christian، W، P، etal، 2007)، (ميللر Miller، D، 2007)، (كوهين Cohen، T، 2008)، (هامبل ودالينجر Hample، D، Dallinger 2008)ومن خلال استعراض الباحثة للأبحاث والدراسات السابقة لم تجد الباحثة - في حدود علمها - دراسة واحدة اهتمت بالضغوط النفسية وعلاقتها بمستوى أداء معلمات الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي في الجماهيرية الليبية العظمى مما يشجع الباحثة على القيام بهذه الدراسة.