التخصص المهني للأخصائيين الاجتماعيين وعلاقته بالتوافق الاسري

تاريخ النشر

2015

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

كلية الآداب - جامغة طرابلس

المؤلفـ(ون)

صفية الصيد إشتيوي

ملخص

لما كان الزواج وبناء الأسرة من الركائز الرئيسة للحياة الانسانية فإنهما حتما قد يتأثران بالتغير الذي يصاحب الحياة الانسانية في نزعتها نحو التخصص وتقسيم العمل وما يترتب على ذلك من عواقب، وربما العديد من المشكلات بالإضافة إلى ضعف الروابط الأسرية إن لم نقل انحسار الأسرة الممتدة في مجتمع المدينة على وجه الخصوص يضعف تماسكها ومحدودية تناغم وانسجام العلاقات فيها، مما قد يضاعف من درجة تأثر وظائف الأسرة، وربما تحلل درجة التوافق الأسري لأسباب عديدة قد يفرزها التغير الاجتماعي والاقتصادي وما يصاحبه من تحولات في العديد من أوجه النشاط، والذي يعتبر التخصص المهني أحدها إن لم يكن في مقدمتها، من هنا كان اهتمام الباحثة بأهمية تشخيص العلاقة بين التخصص المهني للأخصائي الاجتماعي والتوافق الأسري، لعلها تنتهي إلى فهم أدق لطبيعة هذه العلاقة في بعدها الاجتماعي والانساني، ذلك أن الخدمة الاجتماعية كمهنة تحمل في مضامينها مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية وتستهدف تزويد الأخصائي الاجتماعي من خلال تكوين وتدريب مجموعة من المهارات توظف في التعامل مع العديد من المواقف والمشكلات والقضايا التي يتعرض لها في المجال الذي يعمل فيه لمساعدة طالبي الخدمة لتجاوز العقبات التي قد تحول دون تكيفهم والمساهمة في معالجة المشكلات التي تعترضهم، عليه فإن الأخصائي الاجتماعي من خلال قدراته المهنية وقيمه والمبادئ والمهارات التي شكلت تخصصه المهني قد يكون قادرا على معالجة المشكلات ذات الطابع الاجتماعي والإنساني، وبالأخص منها الأسري فمن المفترض أنه يستطيع استيعاب وفهم طبيعة الحياة الأسرية بكل ما فيها من تناقضات وبالتالي فهو يتوقع ان يكون أكثر توافقا مع الأطراف الأخرى التي تشكل الأسرة في عمومها. بناء على هذا التصور فقد حاولت هذه الدراسة أن تجيب على التساؤل الذى مؤداه "إلى أي مدى التخصص المهني في الخدمة الاجتماعية ممثلا في الأخصائي الاجتماعي يؤثر في درجة التوافق الأسري"؟ هل الأخصائي الاجتماعي متوافق بدرجة مرضية أسريا؟ لأنه مؤهل مهنيا لاستيعاب تلك التناقضات الحياتية في الأسرة أم أن التخصص المهني يظل دوره محدودا بل يكاد يكون منعدما عندما يتعلق الأمر بالشأن الذي يمس الحياة الخاصة بالأخصائي الاجتماعي، وبتعبير أدق ماهي العلاقة بين التخصص المهني ودرجة التوافق الاسري عند الأخصائيين الاجتماعيين باعتبارهم ممن يعملون بالمساعد في معالجة المشكلات الاجتماعية ودعم البناء الأسري والدفع بالعلاقات الأسرية المتكيفة اجتماعيا. وقد استهدفت الدراسة الاهداف التالية: التعرف عن علاقـة الأخصائي الاجتماعي بدرجـة توافقه الأسري. الكشف عن تأثير التخصص المهني للأخصائــي الاجتماعي فــي توافقــه أسريــا. التعرف عما إذا كان هناك فروق بين التوافق الأسري للزوج كأخصائي اجتماعي والتوافق الأسري للزوجة كأخصائية اجتماعية. التعرف على أثر التخصص المهني للأخصائي الاجتماعي كزوج أو زوجة على توافق الأبناء أسريا. وقد قامت الطالبة بترجمة هذه الأهداف في صيغة التساؤلات المتمثلة في: ما علاقة التخصص المهني للأخصائي الاجتماعي وتوافقه أسريا؟ما أثر التخصص المهني للأخصائي الاجتماعي في توافقه الأسري؟ ما هي الفروق بين التوافق الأسري للزوج كأخصائي اجتماعي والتوافق الأسري للزوجة كأخصائية اجتماعية؟ما تأثير التخصص المهني للأخصائي الاجتماعي كزوج أو زوجة على توافق الأبناء أسرياً؟واستخدمت الطالبة في هذه الدراسة: المنهج الوصفي باعتباره أنسب المناهج لأنه يستهدف دراسة الظاهرة في وضعها الراهن، حتى يمكن فهم طبيعة المتغيرات التي تشكلها باعتبار أن الدراسة الوصفية تقوم على دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة الظاهرة أو الموقف أو جماعة من الناس أو مجموعة من الأحداث والأوضاع. وتمثل مجتمع الدراسة في: جميع الأخصائيين الاجتماعيين المتزوجين ذكوراً وإناثاً، ممن يعملون بقطاع فرع الهيئة العامة لصندوق التضامن الاجتماعي بمدينة طرابلس والمؤسسات التابعة له، وهى المكاتب التضامنية بكل من تاجوراء، وسوق الجمعة، حي الأندلس، مكتب طرابلس، ومكتب أبو سليم، بالإضافة إلى مراكز المعاقين النهارية والإيوائية، ودور رعاية البنين والبنات، ودار الطفل، ودور تربية وتوجيه الأحداث، فقد عمدت الباحثة إجراء مسح شامل لجميع الأخصائيين الاجتماعيين المتزوجين ذكوراً وإناثا ممن يعملون بالهيئة العامة لصندوق التضامن فرع طرابلس والمؤسسات التابعة له.