ملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد الناطق بأفصح لسان، وأنصع بيان، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فقد عاش أبو العلاء المعري في النصف الثاني من القرن الرابع، وامتدت به الحياة إلى قبيل منتصف القرن الخامس ت ( 449 ) هــ، ومن المعروف أن القرن الرابع قد شهد تحولاً خطيراً في الفكر الإسلامي، فقد تركزت فيه جميع عناصر الثقافة العربية الإسلامية بروافدها المختلفة القديمة منها والحديثة، وطبيعي أن ينعكس ذلك كله على فكر أبي العلاء وأدبه، إذ كان الرجل نسيج وحدة في اللغة والأدب والفلسفة ولا نبالغ إذا قلنا إنه ما من شاعر استوعب أدب القدماء والمحدثين ولغتهم مثلما استوعب أبو العلاء المعري، ولذلك فقد أصبح شعره مجالاً خصباً لكل من جاء بعده يقرأه فيتأثر به، بدأ هذا التأثر واضحاً في الشرق والغرب معاً، وامتد هذا التأثر ليشمل عدداً من شعرائنا المعاصرين. أسباب اختيار الموضوع: دفعتني عدة أسباب لهذا الموضوع منها : دراسة مذهب المعري الشعري وما امتاز به عن غيره من الشعراء. معرفة مدى تأثر الشعراء العرب بالمعري في هذا مذهبه. أهداف الدراسة : تقوم دراستي هذه على بيان مذهب المعري الشعري وأثره في الشعراء العرب القدامى والمعاصرين ومعرفة أوجه هذا التأثر. الدراسات السابقة: لا أنكر أن هناك دراسات مختلفة في هذا المجال، ولكنّ هذه الدراسات منصبة في الرجل وأدبه ومن هذه الدراسات: الجامع في أخبار أبي العلاء المعري تأليف محمد سليم الجندي. أبو العلاء ولزومياته للدكتور كمال اليازجي. دراسات الدكتور طه حسين. دراسات الدكتورة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) أبو العلاء المعري نسبه وأخباره معتقده للعلامة أحمد تيمور شاعرية أبي العلاء في نظر القدامى للدكتور محمد مصطفى بالحاج. النقد الأدبي الحديث حول شعر أبي العلاء المعري للدكتور حماد حسن أبو شاويش. المنهج المتبع: اقتضت خطة هذا البحث اتباع المنهج الاستقرائي والاستنتاجي والتحليلي الذي يعتمد على تحليل النصوص واستنباط أهم جوانب التأثير والتأثر.