ملخص
إن التساؤل عن الذات والهوية ليس جديدًا، فمنذ بدء المجتمعات الإنسانية في الانتظام صارت مسألة الهوية والكيان وإبرازها في مواجهة الآخرين موضوعًا للجدل والصراع المتواصل. ولقد ساهم بروز الدولة الوطنية في توجيه الفكر والعلاقات الإنسانية إلى التركيز على الهوية الوطنية وملحقاتها من أمة ودولة وطنية (قومية) وسيادة وغيرها. ورغم ما حدث من تسويات أو تناقضات شهدها القرنان التاسع عشر والعشرون فإن التصورات حول الأمة والهوية واختلاطها بالمقدسات والأساطير وبالأوهام ظلت ماثلة تسكن كل ثنايا الفكر والعمل الإنساني، وبخاصة في إثر حروب القرن العشرين. في هذه الدراسة نعرض للهوية والأمة والتصورات عنهما في الفكر والواقع العربي ونتناول التحديات التي تدفع نحو إعادة طرح التساؤل وتقدير ما يتصل بالمستقبل العربي