ملخص
تتجه جهود الحكومات والمنظمات الدولية إلى تفعيل مشاركة المرأة في التنمية المجتمعة بوصفها شريكا فعالا؛ لأن قضية المساواة بين الجنسين مازالت من التحديات التي تقف ضد هذه الجهود، ومن أكثر التحديات تلك المتعلقة بالثقافة السائدة والمواقف والمعايير الاجتماعية المتحيزة ضد المرأة ، فلا يزال هناك الكثير من الجهود لجعل المرأة شريكاً كاملاً وفاعلاً أساسياً في التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وأن تعدّ عاملاً أساسياً في التنمية البشرية المستدامة كمنتجة ومستفيدة، وتحسين وضعها في المجتمع الذى يعانى من أزمات متنوعة ومتعددة تمس مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ولازالت مشاركة المرأة في التنمية تخضع لعملية التنميط الاجتماعي لدور المرأة مما يقلل من فرص مشاركتها الفعالة في حركة المجتمع ففي الدراسات التي تمت لمعرفة دافع النجاح لدي المرأة توصلت إلى أن النساء نتيجة للمعايير الثقافية لا ينمو لديهن دافع الرغبة في النجاح ،إذ مازالت النساء في المجتمعات العربية بشكل عام، تتنازل عن رغبتها في التفوق والمشاركة في حركة المجتمع ، وذلك استجابة للتنميط الاجتماعي والثقافي السائد حول دور المرأة، وإن كان هناك بعض المحظوظات اللاتي نلن هذا الحق ، كما قد تعاني المرأة من عزوف عن المشاركة خوفا من فقدانها حق الزواج والأمومة الذي يشرع له اجتماعيا بعدد من السمات المقبولة اجتماعيا ، والتي تتضح في تلك " السمات الشخصية التي تطورت نتيجة توقعات الأدوار التقليدية ، فنجد المرأة تشغل تلك الوظائف التي تنال قبولا اجتماعيا كالتعليم والتمريض وبعض الوظائف ذات الصلة المباشرة بالمرأة ، والمرأة نفسها قد تكون أحد أسباب حدوث ذلك، فهي غير مقتنعة بدورها الفعال في حركة المجتمع، مما نتج عنه عزوف عن المشاركة ، وهذا يؤكد ضرورة تطوير محتوى ثقافي وتعليمي متطور؛ يتم تصميمه لمواجهة الثقافة المجتمعية التمييزية ، وكذلك خلق ظروف عمل مواتية تعزز المشاركة الفعالة للمرأة في تنمية المجتمع وتتحقق فيه المساواة لكل أفراد المجتمع وضمان حقها في العمل الذي يحقق لها الرفاهية والعيش الكريم . الكلمات المفتاحية: واقع مشاركة المرأة ــــــــ التنمية ــــــــ المعايير المجتمعية