ملخص
التطور الكبير الحاصل في نظم الإنشاء والذي يعد امتداد للتطور في مواد البناء وتقنيات التنفيذ أصبح سمة بارزة في العمارة المعاصرة، وساهم في ظهور تكوينات معمارية مختلفة ومبتكرة لم يكن بالإمكان تنفيذها بالأنظمة الإنشائية التقليدية، يتناول البحث نظم الإنشاء ومراحل تطورها وأنواعها المختلفة وأثر ذلك التطور على التكوين المعماري في المباني المعاصرة، ومدى تطور الأنظمة الإنشائية الموجودة بالمباني العامة بمدينة طرابلس وكيف نتجت التكوينات المعمارية لتلك المباني، وتكمن المشكلة البحثية في مدى تأثير تطور نظم الإنشاء على التكوين المعماري للمباني العامة المعاصرة في مدينة طرابلس. يهدف البحث لإيجاد اَلية تساعد على تذليل العقبات التي تحد من استخدام نظم الإنشاء الحديثة في المباني المعاصرة بمدينة طرابلس، وذلك بتحديد المشاكل والمعوقات التي تحول دون استخدام نظم الإنشاء الحديثة، وفهم تطور نظم الإنشاء وأثرها على التكوين المعماري، ودراسة نظم الإنشاء ومواد وطرق البناء المتوفرة، وفهم أسباب قلة المباني ذات تكنولوجيا البناء العالية في منطقة الدراسة. للوصول إلى ذلك تمت دراسة نظم الإنشاء المختلفة ومراحل تطورها ومواد البناء وطرق التنفيذ المستخدمة في المباني، ودراسة التكوين المعماري وأهم عناصره والعمليات التي تطرأ عليه، كما تم اعتماد منهجية الحالة الدراسية من خلال تحديد بعض أهم المباني العامة بمدينة طرابلس من حيث التكوين المعماري والنظام الإنشائي وكونها تمثل بداية تطور في وقت تنفيذها ودراستها وتحليلها وفق ما تم استخلاصه من الإطار النظري، بالإضافة لإجراء مقابلات مع مختصين ومطلعين على أهم مشاريع المباني العامة بالمدينة. توصل البحث لعدد من النتائج تتلخص في أن تطور الأنظمة الإنشائية مرتبط باكتشاف مواد جديدة أو تحسين خصائص المواد الموجودة، واستخدام تقنيات حديثة كتقنية النانو يساهم في ذلك ويعطي إمكانيات أكبر للمواد، تستخدم الأنظمة المعتمدة على فكرة الكمرة والعمود في أغلب المباني العامة المعاصرة بمدينة طرابلس دون تطوير كبير بها كما تستخدم طرق التنفيذ التقليدية بشكل واسع مع الاستخدام المحدود لطريقة التجهيز المسبق، و في بعض المشاريع المنفذة تعتبر مواكبة لما هو موجود بدول أخرى وقت تنفيذها ولكن لم يتم مجاراة التطور بعد ذلك إلا من خلال تصميم بعض المشاريع الطموحة التي لم تنفذ.