ملخص
إن العرض التحليلي لهذه الدراسة تناول المنظومة القيمية من خلال توضيح مفاهيمي لما تعنيه أزمة القيم ، فالبناء الاجتماعي يحقق انتظامه بنسق القيم والمعايير الضابطة التي تؤكد على فاعلية النظام الاجتماعي ، وقد تم تناول هذه المفاهيم بما يوضح معناها وعلاقتها ببعضها. وفي هذا الإطار يتضح معنى التفكك أو حالة الأنومي ، فهي جدلية حتمية لانهيار هذه القيم . وتمشياً مع الهدف من تحليل النسق الكلي للقيم تطلب تقديم مقاربة سوسيولوجية توضح معناها وأصنافها وأهم مصادرها و الترتيب الهرمي وفقاً لتدرجها على سلم الأهمية و ارتباطها بالاتجاهات والمعنى ، فضلاً عن نسقها المثالي والتصوري في ارتباطه بالواقع وهي مقاربة أتاحت التعرف على ماهيتها وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع . ولكي تحقق الدراسة العمق المعرفي لهذا الموضوع فقد طُرحت الاتجاهات السوسيولوجية التي تعالج القيم باعتبارها محور التنظيم الاجتماعي و العلاقات الاجتماعية . فمن خلال الافكار التي قدمها كل من دوركايم و ميرتون و فيبر واخيرا بارسونز تعرفنا على أهمية القيم باعتبارها أساس النظام الاجتماعي عند كل منهم فالضمير الجمعي عند دوركايم يمثل قيمة جمعية وأن حالة الانهيار الاخلاقي أو الأنومي كما يدعوها تظهر عندما يصاب الضمير الجمعي بالضعف وبالمثل فإن ميرتون يرى أن حالة الانهيار تظهر عندما يحدث تناقض بين ما يسميه الأهداف والوسائل وهي حالة قد يعانيها الفرد عند قصوره عن تحقيق أهدافه بطرق مشروعة فيركن إلى الوسائل المنحرفة وهي ذاتها المظاهر التي تعبر عن التفكك الاجتماعي أما فيبر فقد جعل من القيمة جوهر الفعل الاجتماعي وعلى غراره فإن بارسونز أكد على دور القيم في هيكل وبناء الفعل الاجتماعي لما تضفيه من اهمية على دعم النظام .