ملخص
المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد زين الأنبياء والمرسلين، القائل في حديثه الواضح المبين: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»(1)، وعلى آله وصحبه الطيبين الأكرمين، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فلا تخفى على أولي البصائر أهميةُ علم الفقه في ديننا الحنيف، فهو الذي يُعرِّف المكلَّف حكم الله في شؤونه العملية، وتصرفاته اليومية؛ إذ يُوقِفه على أحكام الشعائر التعبدية بينه وبين خالقه، كما يوقفه على أحكام الشرائع التنظيمية لمعاملاته التي تقتضيها بشريته، كأحكام تكوين الأسرة، وأحكام العقود المالية، وأحكام الجنايات والحدود، وغير ذلك من الأبواب، ولا شك أن من أَنْعَمَ الله عليه بطلب هذا العلم ووفَّقه لفهمه قد حصّل من النور ما تتبدد به كثير من ظلم الجهل، ورُزق من اليقين ما تنقشع به كثير من سحب الشك الغائمة من وساوس النفس والشياطين، لا سيما في زماننا هذا الذي كثرت فيه الشبه المشككة في ثوابت الدين، وقلَّ فيه المتخصصون المُتمكنون.