ملخص
يتجه الاهتمام في هذا البحث إلى الكشف عن مستوى تباين ثقافة الحوار لدى عينة من شباب مدينة طرابلس، وكذلك للتعرف على دور التنشئة الأسرية، والتنشئة التعليمية في تكريس ثقافة الحوار لدى عينة البحث، والكشف عمّا إذا كان هناك فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى تباين الثقافة الحوارية من عدمها لديهم بين بعض المتغيرات المستقلة (الجنس، العمر، الحالة الاجتماعية، الدخل الشهري، المستوى التعليمي، الوظيفة، التنشئة الأسرية، التنشئة التعليمية، والتعرف على طبيعة العلاقة بين متغير التنشئة الأسرية والثقافة الحوارية لدى عينة البحث. استثمر هذا البحث مقاربة نظرية بين نظريتي بارسونز وماسلو ووظفهما كمرجعية نظرية لتفسير وفهم الظاهرة موضوع البحث. وصُنّف هذا البحث بأنّه بحث وصفي تحليلي فقد اعتمد على منهج المسح الاجتماعي، ولتوفير بيانات تتعلق بما سبق الإشارة إليه تمّ تطبيق استمارة استيبان على عينة عمدية بلغ عددهم 100 شاب وشابة، وبعد جمع البيانات تمّ تحليلها باستخدام نظام (SPSS). قد توصّل البحث إلى أنّ مستوى تباين الثقافة الحوارية لدى أفراد عينة البحث جاءت بدرجة منخفضة بنسبة (46.5%)، وتبيّن أنّ نسبة الثقافة الحوارية في التنشئة الأسرية جاءت بدرجة منخفضة بنسبة (43.4%)، وأنّ نسبة الثقافة الحوارية في التنشئة التعليمية جاءت بدرجة متوسطة (40.4%). كما بيّنت نتائج البحث أيضاً وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متغير النوع والثقافة الحوارية لدى الشباب ولصالح أفراد العينة (الإناث)، وبيّنت أيضاً أنّ وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متغير الحالة الاجتماعية والثقافة الحوارية لدى الشباب ولصالح أفراد العينة (المتزوجون )، وأشارت النتائج أيضاً وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متغير العمر والثقافة الحوارية لدى الشباب ولصالح أفراد العينة الذين تراوحت أعمارهم (40 سنة فأكثر)، وبيّنت أيضاً وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متغير الدخل الشهري والثقافة الحوارية ولصالح أفراد العينة الطلاب (الذين لا دخل لهم )، وأكدت على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متغيري الوظيفة الحالية والمستوى التعليمي والثقافة الحوارية، وبيّنت نتائج البحث وجود علاقة ارتباطية طردية ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) في مستوى الثقافة الحوارية لدى الشباب تعزى للتنشئة الأسرية، وبيّنت أيضاً وجود علاقة ارتباطية طردية ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) في مستوى الثقافة الحوارية لدى الشباب تعزى للتنشئة التعليمية. وقد توصّل البحث إلى توصيات ومقترحات منها توفير المتطلبات اللازمة لرفع مستوى الثقافة الحوارية لدى الشباب سواءً كانت متطلبات مادية أو معنوية مثل توفير البيئة المشجعة على الحوار، وتضمين ثقافة الحوار في جميع مقررات الدراسية على اعتبار أنّ ثقافة الحوار ليست مادة تدرس وإنّما سلوك يمارس وإجراء مزيد من الدراسات والبحوث حول ثقافة الحوار لدى الشباب تتناول متغيرات جديدة لها علاقة بموضوع البحث، والتأكيد لجميع المؤسسات الاجتماعية (الأسرة، المدرسة، والجامعة ....إلخ) على احترام شخصية الشاب وآرائه، وإعطائه الفرصة والوقت الكافي للتعبير عن آرائه. الكلمات الافتتاحية: ثقافة، الحوار، الشباب.