ملخص
الدور المحوري للقدرات العقلية وسمات الشخصية كمحددات للسلوك الإنساني كان ومازال مركز اهتمام الدراسات والبحوث النفسية ، وحديثا بدأ الاهتمام بمفهوم الذكاء العاطفي كبنية نفسية يمكن من خلالها تفسير العديد من جوانب السلوك الإنساني ، ويلقي هذا المفهوم اهتماما متناميا في الفترة الأخيرة والذي نتج عنه كم كبير من الدراسات والبحوث وبصفة خاصة تلك التي تحاول معرفة العلاقة بينه وبين العديد من المظاهر السلوكية التي يصعب التنبؤ بها من خلال مقاييس الذكاء التقليدية وسمات الشخصية. ويشير " بار – أون" و" باركر((2000 إلى أن واقع الحياة يدفع الأفراد إلى إتباع بعض الأساليب لمواجهة الضغوط والأزمات اليومية ، وأن النجاح لتخطيها يتطلب قدرات ومهارات انفعالية وشخصية واجتماعية ، فالأفراد الذين يمتلكون مهارات الذكاء العاطفي لديهم سمات شخصية تتمثل في الثقة بالنفس، والتنظيم الذاتي، والسيطرة على انفعالاتهمGoleman,1995))، وعندما يستطيع الفرد السيطرة على عواطفه وإدارتها بكفاءة وفاعلية فإنه يصبح أكثر قدرة على التنبؤ بأفضل الطرق وأكثرها فاعلية لحل المشكلات التي تواجهه ( Weisinger,1998). ويعد مفهوم الرضا عن الحياة دالة للمقارنة بين ما حققه الفرد وما يأمل في تحقيقه وما حققه الآخرين والدراسات المبكرة في هذا المجال تناولت الشعور بالسعادة كبديل للرضا عن الحياة ولكن الدراسات الحديثة تركز على مصطلح الرضا عن الحياة نظرا لأنه يتضمن المكون المعرفي بجانب المكون العاطفي الذي يتضمنه مفهوم السعادة، وينظر البعض إلى المفهومين على إنهما مترادفين وهو ما أدى إلى تداخل في تفسير كثيرا من النتائج التي توصلت إليها الدراسات والبحوث السابقة (Svanberg: 2004 ). وترجع أهمية موضوع الرضا عن الحياة في كونه يعتبر كشعور يكتسب أهمية كبيرة في أهم مرحلة من مراحل حياة الفرد وهي مرحلة الدراسة، ويعود ذلك إلى أن هذا الشعور يؤثر ويتأثر بشكل كبير بالتحصيل العلمي للفرد ونجاحه الدراسي هذا ما جعل الطالب الجامعي ليس في منأى عن مواجهة الظروف والمواقف الحياتية. فهو يتعرض لتغيرات نمائية ، نفسية واجتماعية وفيزولوجية، ينتج عنها مطالب وحاجات تستدعي إشباعا وطموحات وأهداف يسعى لتحقيقها.