ملخص
لقد أسهمت التطورات التقنية في تطوير المكتبات ومراكز المعلومات بل وتغيير بعض أوجهها وأساليب أدائها لأدوارها ومصادر المعلومات فيها وطرق تقديم خدماتها، كل ذلك أدى إلى تعدد في نظم استرجاع المعلومات في المكتبات بهدف إتاحة أوسع الفرص الممكنة للبحث والعثور على المعلومات الحديثة ، إلى جانب المكتبات ظهر العديد من المصادر المنافسة للمعلومات نتيجة لتطور تقنيات الاتصال والمعلومات منها الإنترنيت وما تتيحه من مصادر للمعلومات على البوابات والمواقع الإلكترونية والمجلات والكتب الإلكترونية متضمنة إلى جانب المصادر المفتوحة المتاحة على الويب وغيرها. إن عمليات خزن المعلومات واسترجاعها تقوم على عملية أساسية مهمة هي إجراءات الوصف والتحليل الموضوعي سواء كانا تقليديين أم آليين ، متضمنة الوثائق أو نصوصها من خلال إجراء الفهرسة الوصفية والموضوعية والتي يتم فيها تحديد جميع بيانات الوصف لمصدر المعلومات وتدوينها وفق قواعد الوصف المقننة إلى جانب تحديد الموضوعات الرئيسة في النص والتعبير عنها برؤوس موضوعات يتم تقنينها من خلال قوائم رؤوس الموضوعات . هكذا ومع التطورات التقنية في العصر الإلكتروني تغيرت أيضا طبيعة العمل التوثيقي إلى حد ما ، وأصبح من الواجب مواكبة هذه التغييرات وصاحب كل هده التطورات تعديلات في معايير الفهرسة وتقانينها التي تم وضعها لوصف الكتب المطبوعة ، والخرائط ، والنوتات الموسيقية ، والمخطوطات ثم مع ظهور الوسائط السمع بصرية اضيفت إليها معايير لتشمل التسجيلات الصوتية ، والمصغرات الفيلمية ، وتسجيلات الفيديو، والأفلام ، وملفات الكومبيوتر، ومن هذه المعايير قواعد الفهرسة الأنجلو-أمريكية والتقنين الدولي للوصف الببليوجرافي ، كما نتج من تطبيق تقنيات الحواسيب وجود الفهارس الآلية في المكتبات التي تتكون من مجموعة تسجيلات ببليوجرافية تصف المواد المنشورة وظهرت بعدها الحاجة إلى التوحيد في أشكال هده التسجيلات فانتشر استخدام مارك الدولي والمعرب ، وكمرحلة لاحقة ومع انتشار المصادر المتاحة على الشبكة الدولية للمعلومات وجب الاستمرار في التعديل والإضافة فطهرت أشكال من الفهرسة وأنماط أخرى منها اليدوي والآلي . وتوزعت عمليات الفهرسة ما بين متخصصي المكتبات والموثقين ومتخصصي الحاسب الآلي. فيما يتعلق بالأهداف والاحتياجات فيما بين مصادر المعلومات في المكتبة وفي مراكز المعلومات التقليدية والمميكنة وفي مصادر المعلومات المتاحة على شبكات المعلومات كالمواقع على الإنترنيت والبوابات الموضوعية وغيرها خصوصا فيما يتعلق بإجراءات الفهرسة: هل هي واحدق أم مختلفة أم بينها قواسم مشتركة ؟ هل تختلف شكلا وتتفق موضوعا؟ • هل تنطلق من نظرية واحده للفهرسة ؟ أم أنها تنطلق من نظريات مختلفة ؟ أم هي تطوير للنظرية الرئيسة للفهرسة؟ • هل انتشار مصادر المعلومات المتاحة على الإنترنت نتيجة لانتشار النشر الإلكتروني ستجعل الميتاداتا البديل للفهرسة والفهارس التقليدية والآلية ، وهل ستكون هي الجيل الثالث للفهرسة بعد ما أحدثه مارك من تغييرات في الجيل الثاني من الفهرسة والتي نتج منها الفهارس الآلية والتشارك في مصادر المعلومات من خلال المشابكة وتبادل التسجيلات ؟ • أم أن التغييرات المطردة في أشكال المعلومات ووسائطها ستجعلنا نشهد شكلا جديدا للفهرسة غير الذي ألفناه؟