ملخص
تتبلور أمامنا العديد من مقومات النجاح في تأسيس مرتكزات بنيوية ، قادرة على الارتقاء بنا إلى مصاف الدول المستقرة اقتصاديا واجتماعيا., خصوصا ونحن على أعتاب مرحلة الاستقرار (الأمني و الاقتصادي) الذي يشهده االعديد من الدول ، فضلا عن الانفتاح التدريجي للعالم أحد أهم عوامل الازدهار الاقتصادي للبلدان.، و تحولت الأنظار في الفترةالأخيرة إلى صناعة السياحة كأحد المصادر الهامة للدخل القومي ففي العام 2015 جاب العالم أكثر من 1185 مليون سائح أنفقوا نحو 1500 مليار دولار، على رغم الظروف والأحداث السياسية والعسكرية التي تنتاب العالم . وقد برزت أهمية الجوانب الاقتصادية لقطاع السياحة بعد أن أصبح هذا القطاع في النصف الثاني من القرن العشرين أحد المكونات الهامة في الهيكل الاقتصادي. لذلك فأن النهوض بالسياحة يتطلب دارسة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وثيقة الصلة بها والتي من بينها التعليم السياحي ووسائل تطويره ومن هذا المنطلق بدأت العديد من الدول النامية تبني استراتيجيات تأخذ في الحسبان أهمية السياحة من خلال التطوير المستمر لجودة التعليم السياحي ، إن نجاح العملية التعليمية في المجالات السياحية والفندقية باتت عملية ضرورية؛ لأنه يصب أولا في تنمية وتطوير القطاع السياحي، فنجاح السياحة في أي بلد من البلدان يعزى إلى مهارات وخبرات العمالة السياحية المحلية التي تتفهم احتياجات السياح وتعمل على إرضائهم، إضافة إلى ضرورة انسجام مخرجات التعليم مع احتياجات القطاع السياحي . وفى هذا الإطار يجب الارتقاء بالجودة الشاملة في التعليم السياحي و يتسع مفهوم الجودة ليشمل الوعي العام بصناعة السياحية والسلوكيات الجاذبة لها. وبرامج التدريب والتأهيل للكوادر البشرية السياحية والتعليم السياحي بمختلف مستوياته وأنظمة تحديث وتخزين واسترجاع الخدمات السياحية ونشر المعلومات السياحية وتوظيف تكنولوجيا المعلومات وشبكة الانترنت في تسويق السياحي . وفتح أسواق جديدة واعدة واستمرار الجهود الترويجية والتسويقية والقوافل السياحية (نظام القافلة السياحية )., و لان جودة العنصر البشرى هي مفتاح النجاح للعمل السياحي فان يجب الارتقاء بمستوى التعليم السياحي لزيادة الوعي العام, بسلوكيات حاضنة السياحة . أن صناعة السياحة الليبية توجه عدداً من التحديات برغم من تميز ليبيا بموقع جغرافي هام فهي منطقة التقاء قارات العالم وبدلك تحتل مكانه قوية بين باقي الدول وكثرة عناصر الجذاب السياحي بها لهذا يجب زيادة الوعي العام بهذه الصناعة من خلال المؤسسات التعليمية السياحية و الوقوف على الإمكانيات ومعرفة السلبيات وايجابيات ومحاولة النهوض بها الى الأفضل. ان أغلب دول العالم تهتم بتعليم صناعة السياحة ولهذا أخذ قطاع التعليم السياحي موقعا كبير في الكثير من البلدان وظل جزءا رئيسا من التعليم على المستويات المهنية والفنية، ومن هنا تبرز المشكلة الجوهرية عندنا... هو تخلف نظم التعليم في المجال السياحة مما جعل صناعة السياحة ليست بمستوى المطلوب المتمثلة. وكما يقول الحكيم الروماني شيشرون قبل نحو ألفي عام: «من لا يقرأ تاريخ بلاده يبقى جاهلاً إلى الأبد»