ملخص
تميز الإسلام برفضه فلسفة الصراع، لأنه يؤدي إلى أن يصرع القوي الضعيف فيزيله، وينتهي التنوع والتعدد والتمايز والاختلاف الذي هو سُنة من سُنن االله تعالى في سائر مخلوقاته. أن رفض الإسلام فلسفة الصراع هو احتراماً للإنسانية جمعاء، حيث خلق االله تعالى البشر وأرسل الرسل لهدايتهم وأحل لهم الحراك في اعمار الكون الذي هو حراك يعدّل المواقف ويعيد التوازن والعدل، مع بقاء التعددية والتعايش والحوار والتفاعل بين مختلف الأفراد، الأمر الذي يدعم السلام والاستقرار ويعزز النمو الاقتصادي. لقد فرض عدم الاستقرار وعدم الاستتباب الأمني والأعمال القتالية قيودا قاسية على الأنشطة الاقتصادية في ليبيا مما أعاق الجهود المبذولة في المجال المالي لإعادة الإعمار والتنمية، من هنا جاءت أهمية تناول موضوع التعايش السلمي ودوره في القضايا الاقتصادية في ليبيا. الهدف الرئيسي لهذا البحث تحديد أثر التعايش السلمي ممثلاً بالاستقرار السياسي على دخل الفرد في ليبيا، خلال الفترة 2010 – 2019 باستخدام نموذج الانحدار الذاتي بالتأخيرات الموزعة، وأظهرت نتائج التحليل الإحصائي وجود علاقة طويلة الأجل بين مؤشر عدم الاستقرار السياسي ودخل الفرد في ليبيا خلال فترة الدراسة، وقد كان هذا الأثر سلبيا وذو دلالة إحصائية وعند مستوى معنوية أصغر من 5%.