ملخص
أصبحت دولة تشاد، الدولة الأفريقية الضعيفة محل اهتمام للدول الاستعمارية الكبرى في عالم متغير تعصف به الدول العظمى أكثر من ذي قبل، خاصة أمريكا وفرنسا وروسيا والصين. بالإضافة للدور المُعلن لدولة الاحتلال الإسرائيلي في تشاد، مما دفع بصانعي القرار في دولة الاحتلال إلى ايجاد موطئ قدم لها في إحدى الدول الأفريقية المهمة بالنسبة للاستراتيجية الإسرائيلية في أفريقيا. وقد لعب جهاز الموساد دوراً مهماً في اختراق بعض الدول الأفريقية والعربية. ان ما يثيره بعض المسؤولين للبلدين، كالزيارة الأولى التي قام بها الرئيس السابق إدريس دبي لتل أبيب في 25 نوفمبر 2018م، بعد قطع للعلاقات بينهم دام لمدة أربعة وأربعين سنة، وقام ابنه محمد إدريس ديبي الرئيس الحالي لدولة تشاد بزيارة إلى إسرائيل في 2 فبراير 2023م، لافتتاح سفارة بلاده في تل أبيب، وهو نتاج ما اشتغل عليه الطرفان خلال السنوات الماضية، من اتصالات سرية بين الطرفين. إن التواجد الإسرائيلي ومحاولة مد علاقاته مع دول جنوب الصحراء، يعزز المخاوف العربية منه، والسبب في اعتقادي من خلال هذه الدراسة مرده إلى غياب الدور العربي الإسلامي القوي المناهض للصهيونية ومحاولتها احتواء دول إفريقية عديدة، خاصة دول شرق أفريقيا كمنطقة القرن الأفريقي ودول شرق أفريقيا، مما مهد الطريق للكيان الصهيوني بالتواجد وملء الفراغ الذي تركته بعض الدول العربية التي كانت فاعلة بالقارة الأفريقية.