ملخص
يُعدّ التلقيح الصناعي من المواضيع المستجدة أو ما اصْطُلح عليه بـ (النوازل)، وهي مسألة عرفها الفقه الإسلامي ورتب عليها أحكاماً شرعية لما لها من أهمية ؛ لأنها شغلت بال العلماء والفقهاء والأطباء على حد سواء ، ولما لها من آثار قد تكون سلبية على الجنس البشري إذا حادت عن الضوابط الشرعية فهي مسألة تمس حياة الإنسان ووجوده وجنسه مباشرة ، واستغلت في الدول الغربية والأسيوية وغيرهما بشكل أساء إلى الكرامة الإنسانية ، وأصبحت تستعمل بشكل منافٍ للدين والأخلاق والقيم الاجتماعية ، ولذلك فإن هذه الدراسة تهدف إلى بيان الأحكام الشرعية المتعلقة بعملية التلقيح الاصطناعي بكل أشكاله وصوره ، فكانت البداية بمقدمة تمهيدية للتعريف بأهمية موضوع الدراسة ، ثم تناولت الدراسة تعريف التلقيح لُغة واصطلاحاً ، كما تناولت مفهوم التلقيح عند الحنفية والشافعية والأحكام التي رتبوها على تلك المسألة وكذلك تعرضت الدراسة إلى إعطاء نبذة تاريخية مبسطة عن التلقيح لدى المصريين القدامى والعرب قبل مجيء الإسلام ، ولمحة موجزة عن بداية استخدام التلقيح على البشر عملياً ، إضافة إلى أن هذه الدراسة تناولت مسألة التلقيح الداخلي بين الزوجين ، لتبيين الأحكام الشرعية المترتبة عليه ، من خلال الآراء الفقهية التي أُثيرت من القائلين بعدم الجواز والقائلين بالجواز ، والشروط التي تم الاتفاق عليها بشأن المسألة التي يجب اتباعها ومراعاتها عند اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي بكل أقسامه وصوره ، سواء كان التلقيح الاصطناعي الداخلي أو التلقيح الاصطناعي الخارجي وبيان الأحكام الشرعية المترتبة على كل منهما بين الزوجين وغيرهما من خلال تناول صور التلقيح الاصطناعي الخارجي التي حدّدها العلماء والفقهاء ، وانتهت الدراسة بخاتمة أوجزت ما توصلت إليه الدراسة.