ملخص
اهتم الشوكاني بالجانب الفقهي في تفسيره (فتح القدير)، وأولاه عناية خاصة، فقد أودع فيه آراء الصحابة والتابعين، وأئمة المدارس الفقهية المختلفة، مع عقد الموازنات بينها، وذكر مسائل الخلاف وتوجيهها، حتى جاء التفسير ثرياً بالمباحث الفقهية، والأحكام التشريعية. حيث تجلت في هذا التفسير آراء الشوكاني الفقهية، وما وافق وما خالف فيه الجمهور، والخلافات الفقهية عامة، باجتهاد متحرر من التعصب المذهبي، والنظرة الضيقة البعيدة عن المقاصد العامة للشريعة، وقد ساعد ذلك إلى حد كبير في تكوين شخصيته العلمية المستقلة. وهو ما انعكس على تفسيره (فتح القدير) لاسيما في الجانب الفقهي، حيث اتسم بالجهد الكبير الذي بذله فيه مؤلفه، من خلال تقصيه للأدلة في مختلف المسائل الفقهية المختلفة، وقد كانت له أراء اجتهادية تجديدية في بعض فروع الفقه المختلفة، حاولت هذه الدراسة رصدها والتركيز عليها، من خلال ما أستأثر به من قضايا فقهية، أو ما خالف فيه الجمهور، مع مراعاة فروع الفقه المختلفة قدر الإمكان.