ملخص
هدفت الدراسة الحالية التعرف على الضغوط النفسية لدى آباء وأمهات أطفال التوحد، والتعرف على أهم مصادرها ، كذلك الكشف على أهم استراتجيات مواجهة لتلك الضغوط على عينة قصدية مكونة من (4) أباء و (4)آمهات كل (أب وأم ) هما عبارة عن أبوين لطفل توحدي، وتم اعتماد المنهج الكيفي الذي يقوم على دراسة الحالة وذلك بإجراء مقابلة مع أفراد العينة واعتمدت المقابلة على استمارة الضغوط النفسية واستمارة استراتيجيات المواجهة ، ومن خلال المقابلات وتفريغ محتواها، توصلت الدراسة إلى النتائج التالية : أن المصدر الأول والرئيس للضغوطات النفسية التي يعاني منها أفراد العينة ( أباء وأمهات أطفال التوحد) يتمثل في الأعراض النفسية الآتية الخوف والحزن والقلق على وضع الطفل المتوحد حاليا وعلى مستقبله، وذلك لانعدام مقدرته على التواصل اللغوي والاجتماعي بالمحيط به. كما جاءت الضغوط النفسية المتعلقة بالمشكلات المعرفية النفسية في المرتبة الثانية، وتمثلت في صعوبة التواصل اللغوي والاجتماعي للطفل المتوحد مع أفراد أسرته، ثم تليها الضغوط الخاصة بالمشكلات الاسرية والاجتماعية بين الأخوة والأهل، وتقيمهم لحالة الطفل المتوحد، في حين جاءت الضغوظ الاقتصاية بالمرتبة الأخيرة كمصدر للضغوط على الأباء والآمهات؛ كما توصلت الدراسة إلى أن معظم الأباء والأمهات كانوا يستخدمون استراتيجيات إيجابية، لمواجهة الضغوط النفسية الناجمة عن وجود طفل توحدي بحياتهم كاستراتيجية التوجه نحو المشكل، واستراتيجية التقييم الإيجابي، واستراتيجية الرجوع للدين، وأن بعضهم من استخدم استراتيجية التهرب والتجنب، أو إلقاء اللوم على الشريك، وكان الآباء هم من يستخدموا تلك الاستراتيجية أكثر من الآمهات. في حين كانت أكثر الاستراتيجيات استخداما لكافة الآباء والأمهات على التوالي تمثلت في استراتيجية التوجه نحو المشكل، يليها استراتيجية التقييم الإيجابي، ثم استراتيجية الرجوع للدين، بينما كانت استراتيجية البحث عن السند في مرتبة متأخرة، استخدمتها بعض الأمهات دون الآباء، و كانت استراتيجية التأنيب الذاتي، ولوم الذات، مستخدمة ولكن ليس من كل أفراد العينة