ملخص
يشهد العالم اليوم تغيير حضاريا هائلا شمل كل مجالات الحياة فتظهر كل يوم معطيات جديدة تحتاج إلى فكر جديد ، خبرات متميزة ، ومهارات تتصف بالجودة لكي يتعامل مع هذه المعطيات بنجاح ، وهذا يتطلب أنسانا مبدعا ليس قادرا فقط على التكيف مع البيئة المحيطة به ، بل تكيف البيئة وفق القيم والاخلاقيات ، والأهداف المرغوبة ، فمؤسسات إعداد وتكوين المعلم ليس ناقلة تراث حضاري فقط ، وانما يجب أن تؤدي الدور المنوط بها من قبل السياسة التربوية الموضوعة . ومن هنا فإن البحث يرمي إلى الكشف عن مدى توفر معايير الجودة في برامج إعداد المعلمين بكليات التربية بحيث يقوم بمسؤوليات جديدة تتمثل في تكوين اتجاهات موجبة نحو الحضارة العالمية ، وتقدير الثقافات ، وتنمية قدرة الإنسان على الانتقاء ، والاختيار من تدفق المعرفة ، ومن التعصب أو تحيز فكري ، ويتحتم على هذا التحدي تطوير نظام إعداد وتكوين المعلم عامة ومعلم التعليم الثانوي خاصة ، والتدريب على مهارات التعليم الذاتي ، وتنمية قدراته على ذلك حتى يصبح المعلم قادرا على استيعاب هذا الانفجار المعرفي ، والتقدم العلمي ، وملاحقته باستمرار ، وهذا يتم من خلال الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في تطبيق الجودة الشاملة في مراحلها التعليمية المختلفة ، وخاصة التعليم الجامعي ، هذا ما أكدته دراسة كل من (رشدي – البندري ، 2002) واستناد لما سبق فإن مشكلة البحث تتحدد في التعرف على (معايير الجودة في نظام إعداد وتكوين معلم التعليم الثانوي بكليات التربية من وجهة نظر الأساتذة بها). وقد هدف البحث إلى التعرف على معايير الجودة في نظام إعداد وتكون المعلم بكليات التربية (كلية التربية قصر بن غشير)من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس ، ولمعرفة تلك المعايير قامت الباحثة بوضع استيبانة تكونت من أربعة محاور تشمل أربعة معايير متمثلة في معايير الجودة في إدارة كلية التربية ، وجودة سياسة القبول ، وجودة المتابعة المستمرة لنظام إعداد وتكوين معلم التعليم الثانوي ، معايير جودة المتابعة المستمرة للخرجين ، وقد تتضمن هذا (42) فقرة موزعة على المعايير الأربعة ، ومن ثم توزيعها على عينة البحث عشوائيا على أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية قصر بن غشير البالغ عددهم (70) عضوا ، وقد تبينت استجابات العينة على أجماع أفرادها على أهمية تطبيق معايير الجودة بكلية التربية ، وخاصة في تطبيقها في سياسة القبول ، والمتابعة المستمرة والدورية لنظام إعداد وتكوين معلم التعليم الثانوي العام ، وقد توصل البحث من خلال استجابات المبحوثين إلى جملة من النتائج ومن أهمها : 1 – الضرورة الملحة لتطبيق معايير الجودة في نظام إعداد وتكوين المعلم . 2 – وضع اللوائح الموحدة بين كليات التربية . 3 – تطبيق القرارات السريعة لمواجهة القصور والضعف في عناصر التكوين . 4 – توفير الموارد المالية والبشرية لتطبيق تلك المعايير داخل كليات التربية . كما أوصى البحث بالآتي : 1 – جعل الجودة ومعاييرها هدفا أساسيا لتحسين وتطوير نظام إعداد وتكوين معلم التعليم الثانوي العام . 2 – المراجعة المستمرة للمقررات الدراسية . 3 – الاستفادة من الاتجاهات العالمية الحديثة في تطبيق الجودة في التعليم العالي (الجامعي) . 4 – وضع مقترحات لاعتماد برامج نظام إعداد وتكوين المعلم في ضوء معايير الجودة .