ملخص
إن نجاح العملية التعليمية يتوقف على كثير من العوامل المختلفة والمتنوعة ، إلا أن وجود معلم كفء يعد حجر الزاوية لهذا النجاح ، فأفضل الكتب والمقررات الدراسية ، والوسائل التعليمية ، والأنشطة ، والمباني المدرسية على رغم من أهميتها لا تحقق الأهداف التربوية المنشودة ، ما لم يكن هناك معلم ذو كفايات تعليمية ، وسمات شخصية متميزة ، يستطيع بها اكتساب طلبته الخبرات المتنوعة ، ويعمل على تهذيب شخصياتهم ، وتوسيع مفاهيمهم ومداركهم ، وينمي أساليب تفكيرهم ، وقدراتهم العقلية ، ويكمل النفص المحتمل في كتب ومقررات المدرسة ، وفي أنشطتها وإمكانياتها. وعلى الرغم من الجهود والنفقات التي تبذل في إعداد المعلم وتدريبه ، إلا أن هذه الجهود ، وتلك النفقات دون المستوى في مجتمعنا ، ونحتاج إلى المزيد ، وخاصة بعد تغير النظرة إلى وظيفة المعلم ومسئولياته بتغير متطلبات الحياة العصرية ، فبنما كانت وظيفة المعلم نقل المعلومات الثابتة إلى المتعلمين ، أصبحت الآن تتطلب منه بناء الشخصية الإنسانية السوية في جوانبها كافة ، وممارسة القيادة ، والبحث والتقصي ، وممارسة الإرشاد والتوجيه . وتؤكد الباحثة من خلال ما سبق ذكره بأن أفضل السبل لتحسين نوعية خريجي الكليات والمعاهد هو الاهتمام بنوعية البرامج التدريبية التي تقدم للمعلمين أثناء الخدمة حتى يتم تأهيلهم علميا ومهنيا وثقافيا وشخصيا ، وهذا لا يتم إلا بتكاثف جهود جميع مؤسسات المجتمع لأن عملية إعداد وتدريب المعلم ليس قضية المؤسسات التعليمية فقط بل هي قضية قومية تهم جميع أفراد المجتمع . واستنادا لما سبق سوف تتحدد مشكلة البحث في التعرف على ( برامج تدريب المعلمين أثناء الخدمة ) وتهدف هذه الورقة البحثية إلى مناقشة ستة محاور رئيسة ، وهي :- 1 –واقع البرامج التدريبية للمعلمين إثناء الخدمة . 2 – المعلم المستهدف من هذه البرامج . 3 – كيفية التخطيط لبرامج التدريب للمعلمين إثناء الخدمة . 4 –الاتجاهات العالمية الحديثة في تصميم وتنفيذ برامج تدريب المعلمين إثناء الخدمة . 5 – الأهداف التي يتم تحقيقها من خلال البرامج التدريبية للمعلمين إثناء الخدمة . وأخيرا توصلت الباحثة إلى جملة من التوصيات والمقترحات ، رأت أنها تسهم في التغلب على كثير من العقبات التي تواجه تنفيذ البرامج التدريبية إثناء الخدمة بالنسبة للمعلمين