ملخص
لقد أصبحت خارطة العالم الاقتصادية تتغير وأصبحت المفاهيم الجديدة تطهر سطح العلاقات الدولية وما لها من انعكاسات إيجابية وسلبية فقد برزت وبوضوح التباين بين الشمال والجنوب أو بين الدول الصناعية الكبرى والدول النامية الأمر الذي يهدد العالم بتأكيد الفروقات بين العالمين الشمالي والجنوبي (إن الشمال يسعى دائماً لنهب ثروات الجنوب مما يؤدي هذا إلى ظهور صراع بين القوى الاقتصادية الكبرى في شكل تكتلات اقتصادية كبيرة, وهذا له مساوئ كبيرة, ومن ناحية سيطرت هذه التكتلات على العالم الأمر الذي يؤدي إلى عدم تحقيق تنمية اقتصادية في الدول التي لازالت في مرحلة النمو الاقتصادي. الدول المتقدمة تسعى جاهدة لاحتلال مكانة مرموقة في العالم فكلما اشتدت الأزمات الاقتصادية الخانقة كلما زادت الاختلالات الخارجية فيما بينها, وهي تسعى دائماً لنقل هذه الأزمات إلى الجنوب, وما يجرى الآن من عولمة الدول النامية هو عبارة عن انسجام النظام الرأسمالي في منظومة عالمية, تحاول أن تؤجل هموم وحقائق سلبية إلى وقت لاحق. ان المطلوب هنا تعزيز النمو الاقتصادي, وتضييق الاختناقات التي يمر بها العالم اليوم في شكل سياسات اقتصادية تعود على النفع العام, ومعرفة لماذا يتم نقل أعباء الأزمة إلى الدول النامية, وعدم الاستقرار الاقتصادي العالمي الذي بدا في مطلع الثمانينات الخاسر الوحيد فيها الدول النامية التى كان المسؤول عنها الدول المتقدمة, وهذا ربما يكون عن قصد.