ملخص
تطور الرعاية الاجتماعية في الفترة من 1950م إلي 1985. وفي مقابلة مهنية , مع مشرف على تجربة العمل التطوعي في 1967 السيد " يوسف قمبور" حول تاريخ العمل التطوعي المحلى فى ليبيا ذكر انه" لم تعرف الرعاية الاجتماعية فى ليبيا بالنمط المؤسسي إلا بشكل تدريجي و بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، كانت الجاليات الطليان والإنجليز وفرنسا, تحاول تحسين صورتها أمام شعب أفقدته الحرب استقراره النفسي والاجتماعي والاقتصادي. بدـأ الناس يعتمدون علي أنفسهم، فى إشباع حاجاتهم وتقديم الرعاية بصورة متبادلة . وانتشرت فكرة اعتماد الناس علي أنفسهم في كل شئ داخل المدينة وخارجها . بتكوين جمعيات تقدم يد العون والمساعدة للأهالي خوفا من حملات التبشير بالمسيحية التي كانت تتخد من تقديم الهبات والمساعدات وسيلة جذب للمسلمين الذين كانوا يعانون من الفقر المدقع.في تلك الفترة أصبح العمل الجماعي ، منظم ومؤسسي ، فقد ظهرت جمعية خيرية ، تم أنشأها بواسطة تبرعات الناس ، وكونوا لها مجلس إدارة . وانشأ مركز لرعاية الأحداث في أبو هريدة . ثم ظهرت الجمعية الخيرية الإسلامية الأولى، يقومون فيها بتوزيع التبرعات، و بالمساعدة في بناء المساكن, ويضيف السيد يوسف قائلاً: ,كنت صغير وعاصرت هذا الأمر كان كل ما سبق يعرف بـ(عمل الخير) دون وجود للمصطلحات الحكومية الحضرية. وكانت المساجد تعمر من قبل متطوعين وانتشرت الزوايا كذلك لتعليم القرآن ومنها الصوفية والقادرية وسلامية و العساوية ، جمعيها ملحق بالمساجد ، وتقوم بأعمال خيرية مثل الزاوية الصغيرة في (المدينة القديمة) التي كانت تقوم بتحقيق غرضين :الأول ملتقى للمشايخ الثاني محطة يستريح فيها عابري السبيل ، تقدم فيها الإقامة مجاناً وكذلك الأكل والزاوية الكبيرة ، كانت في ( باب الحرية ) تفتح أبوابها دائماً ، خاصة في مواسم الحج – الحجاج المغاربة كانوا ينزلون فيها – بدء من شهر محرم ، صفر ، جمادي الأول و الثاني وما بعده . ويضيف يوسف كامل قمبور ,مشرف تجربة العمل التطوعي في 1967 فى ليبيا.أنه }وفي الخمسينات (1954ف) ظهرت حركة الكشافة وتكون عدد (2) من الفرق الكشفية ، ثم الي (6) فرق في سنة (1956ف) وصلت بالتالي إلى بنغازي وطرابلس والقرى والمدن المختلفة . ومع مرور الزمن ، أصبحت لها قوانينها الخاصة بها . ومارست الحركة الكشفية عملها ، بقرار من ولى طرابلس, وكانت تتبعه ثم انتقلت تبعيتها الي نظارة المعارف . وفي سنة(1961ف) صدر أول قانون ينص علي ان هذه الحركة تربوية ،أهلية ذات نفع عام وسميت بكشافة ليبيا ، وإصدار لها نظام أساسي لتنظيم سير الحركة في البلاد ، ويحدد اختصاصاتها وواجبات كل فرد فيها من خلال قوانين . حتى سنة (1964ف) تم تعديل الدستور ثم إلغاء الولايات (1968ف) مجرد تعديل شكلي ,أما أول قانون للكشافة صادر في 30/جمادي الأول/1381هـ الموافق 9/نوفمبر/1961م المعدل في 6/جماد الأول/1388هـ الموافــــق 31/ديسمبر/1968م.فلقد ألزموا الدولة بدعم العمل الكشفي والتطوعي الأهلي كما كان لها أنشطة، منها مشاركة المواطنين في مشاريع تنمية المجتمع المحلي. فهم يشاركون في عملية التخطيط و التنفيذ مع المواطنين مثل حملات تجميع جلود الأضاحي. فلقد قامت الحركة الكشفية في ليبيا في الخمسينات، بجمع جلود الأضاحي، لصالح الثورة الجزائرية آنذاك وكونت لجنة خاصة بدعم الجزائر.وكانت للحركة الكشفية ، موارد مالية ، مثل تأجير مسرح الكشافة ,ومزرعة الأبقار حلوبة و, دواجن في ( جودايم ) عام (1964) وموظفون يعملون بشكل تطوعي و يقدم دخله للكشافة . وكانت تقوم الحركة الكشفية بدور الممارس المهني حيث تقوم، بالبحث عن العائلات الفقيرة في الأحياء والمناطق، و تجمع عنها معلومات تبين أحقيتها في المعونة ، ثم تقدم لها المعونة ذلك من خلال البيانات التي يقدمها أعضاء الحركة الكشفية . وفي سنة (1955) كان هناك ما يعرف (بأسبوع البر) ويقومون فيه بتجميع التبرعات من أهل الخير كانت إدارة البلدية في ليبيا تقوم بأعمال للبر والإحسان عن طريق الجمعيات والمؤسسات الدينية الاجتماعية.وتشتد المأساة، عند انتشار الأمراض والأوبئة،ففي سنة 1785 تفشي مرض الطاعون.كما أن الكثير من الناس كانوا يموتون سريعاً بسبب انعدام الإمكانيات العلاجية والدوائية. وتشير محفوظات البعثة الفرنسية في طرابلس إلى أن الطاعون كان يقضي كل يوم على حوالي 1100 من السكان. لم تكن هناك مخطوطات يكتبها الليبيون لأنهم كانوا يموتون.وفي شهر سبتمبر سنة 1850 اكتسح وباء الكوليرا طرابلس, وفتك بالناس وهرب قسم كبير منهم إلى تونس و جزيرة مالطا .ثم برزت بين السكان المحليين, ظاهرة التجمع والتكتل, علي غرار الجماعات أوروبية من سكان طرابلس حيث كانت الجمعيات، النوادي، والروابط, من أهدافها حماية مصالحها الخاصة. ومنها جمعية أصحاب المهن وجمعية الزراعة ، وصالة أويا للمطالعة و البحوث وجمعية خيرية ثم قام العرب الليبيون ، بإنشاء جمعية خيرية أهلية لمساعدة الفقراء العرب في شهر فبراير/النوار سنة (1943) هدفها جمع التبرعات ، وغيرها لمساعدة العائلات الفقيرة والأشخاص و كان للجمعية لجنة استشاريـة ، لها اختصاصات إدارية تقوم بنشاطها بصورة مرضية ، ويعتبر شهر رمضان الكريم حافلا بالنشاطات الاجتماعية التي تقام في بيوت الأغنياء من اجل تقديم المساعدة للفقراء . ومازالت الحركة الكشفية حتى وقتنا الحاضر تقوم بالعمل الاجتماعي بكل دقة مساهمة في التخفيف من حدة الآثار القاسية والمحن الشديدة علي المواطنين بسبب الاشتباكات في المعارك الحربية . ثم تعديل وتطوير القوانين. ومن هذه القوانين نذكرها دون تفصيل: ثم تعديل قانون الحركة الكشفية في (1975ف) وفي (1984ف) انعقد الملتقى العقائدي الأول للكشافة و حضره عدد (600) قائد كشفي، اتفقوا علي ادخل تعديلات علي النظام الأساسي للحركة.وتم إصدار قانون لإنشاء الجمعيات الأهلية. وفق قانون 111-1970.