ملخص
تهدف هذه الورقة البحثية إلى التعرف على واقع استخدام وسائل الدفع الإلكترونية وبالأخص البطاقات الإلكترونية في الاقتصاد الليبي، وبيان الآثار التي يمكن أن تحدثها عملية التوسع في استخدام هذه الأدوات الجديدة للدفع في معاجلة أزمة السيولة النقدية التي يعاني منها الاقتصاد أو على الأقل التخفيف من حدتها وصولا الى تحقيق الاستقرار النقدي للبلاد. لقد خلصت هذه الورقة البحثية الى نتيجة مفادها أن هناك علاقة موجبة وقوية بين بطاقات الخصم الإلكترونية ومنظومة التحويلات الإلكترونية في الاقتصاد الليبي على وجه الخصوص و بين السيولة النقدية خلال الفترة 2016-2017 . وعليه فإن التوسع في استخدام هذا النوع من وسائل الدفع الإلكترونية سيكون له دور إيجابي في الحد من تفاقم ازمة السيولة النقدية خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي قد يساهم في تحقيق الاستقرار النقدي للبلاد. ومن آجل الوصول الى مستوى أداء جيد وفعال لهذه الأدوات على أرض الواقع يتطلب الأمر تطوير الجهاز المصرفي وتهيئة المناخ المناسب لاستيعاب هذا النوع الجديد من أدوات الدفع و يعيد حلقة التدفق النقدي للاقتصاد الى وضعها الطبيعي، وهذا ما أكدت عليه العديد من الدراسات الاقتصادية التي أعدت في هذا المجال. كما شددت هذه الورقة البحثية على ضرورة وضع آلية لإعادة ثقة المواطن بالجهاز المصرفي كخطوة أولى لتنشيط ودعم هذا القطاع المهم ليقوم بدورة في دعم الاقتصاد وخدمة متطلبات التنمية الاقتصادية